******
--إنسان في عصرنا الحالي بحاجة أكبر إلى حماية صحية ورعاية طبية متواصلة. فالأمراض أصبحت تظهر أكثر فأكثر وكلما تأخر تشخيصها صعب علاجها، بينما يمكن استدراك أغلبية الأمراض وتفادي تطورها أو تفاقمها الذي قد يودي بحياة المريض أو تسبب له إعاقة أو خضوعه للعلاج مدى الحياة.
يمكن استدراك أغلبية الأمراض التي أصبحت تتظاهر أكثر فأكثر في عصرنا الحالي قبل فوات الأوان وقبل بلوغها مرحلة اللارجوع أين يصبح الإنسان مجبر على تناول دوائه على الدوام ومدى الحياة من أجل التخفيف من أعراض المرض ومضاعفاته المتعددة وتمكنه من الاستمرار في الحياة. إنه ممكن بفضل الفحوصات الأولية التي يجب على كل واحد القيام بها، على الأقل مرة كل سنة، وأن يزور الطبيب ولو مرة في السنة وقيامه بجملة من التحاليل لضمان سلامته وتفادي إصاباته المتكررة بالمرض أو استقرار هذا الأخير.
سرطان الثدي عند المرأة أصبح هاجس كل النساء وخاصة بعد تخطيهن سن الأربعين، يجب على المرأة أن تقوم بفحص على ثدييها بصور الصدى مرة كل سنة لأن هذا الفحص هو الوحيد الذي يمكنه اكتشاف ورم الثدي في بدايته، أي قبل بلوغه 10 ملمترات، بينما عندما نتمكن من لمسه على شكل حبة صغيرة، يكون قد فات الأوان لأن في هذه الحالة الورم أصبح يبلغ عدة سنتمرات.
هذا الفحص مفروض على كل امرأة وخاصة اللواتي لديهن إحدى أهاليهن أصيبت بالداء سواء أمهاتهن أو إحدى أخواتهن أو خالاتهن..
أما باقي النساء فيهمهن القيام بالفحص مرة كل سنتين بعد بلوغهن 40 سنة، كما هو ضروري أيضا القيام بتحاليل على خلايا عنق الرحم التي تسمح باستدراك سرطان عنق الرحم المنتشر بكثرة عند النساء وهذا على الأقل مرة كل سنة، إضافة إلى التحاليل الدموية المفروضة على كل امرأة تتناول حبوب منع الحمل، مما يسمح باكتشاف إصابة على مستوى الجهاز التناسلي في الوقت لتفادي مضاعفات غالبا ما تكون في منتهى الخطورة.
قد تحتاج المرأة أيضا إلى القيام بفحوصات خاصة بالعظام لاستدراك مرض لين العظام الذي كثيرا ما يصيب المرأة بعد سن اليأس وهذا لتفادي الأعراض العديدة لهذا الداء الذي يرهق المريض كالعياء، الفشل، الأوجاع... حتى يصبح عاجزا على القيام بأدنى الأشغال أو الحركة، بينما يمكن تحديد العلاج المناسب للمرض قبل بلوغه مرحلة معينة وتفادي تطوره. انطلاقا من 40 سنة يصبح الإنسان يشتكي من نقص بصره، أي إصابته بطول النظر الذي قد يكون علامة من علامات زرق العين وهذا ما يجعل فحص العينين وقياس ضغطهما مرة كل سنة أمر ضروري من أجل استدراك مرض ارتفاع ضغط العين (زرق العين) الذي قد يتطور لا محال إلى العمى وفقدان البصر نهائيا إذا غاب التشخيص في الوقت المناسب، أما إذا تم التشخيص باكرا فيمكن معالجته بالقطرات أو حتى بالليزر. أعضاء في منتهى الأهمية غالبا ما لا يبالي بها الكثير من الناس حتى تتآكل شيئا فشيئا ونضطر لنزعها واحدة تلو الأخرى هي الأسنان. إن الإعتناء بالأسنان أمر ضروري وحيوي منذ الصغر، يجب القيام بفحصها وتنظيفها عند طبيب الأسنان، أي تخليصها من البقايا الكلسية التي تتجمع في جذورها، مرة كل سنة ومعالجة التسوس قبل بلوغه مرحلة النزع وباقي الأمراض التي تصيبها غالبا دون أن تظهر الأعراض. كما يجب على الإنسان للحفاظ على صحته وتفادي استقرار بعض الأمراض التي هي في تزايد مستمر، القيام بقياس ضغط الدم مرة على مرة ونسبة السكر في الدم ونسبة الكولسترول ولو مرة في السنة أو كل ستة أشهر. كما يحتاج الرجل بعد الخمسين القيام بفحوصات على البروستات التي تبدأ تتورم لاستدراك ذلك.
أما إذا أردنا الحفاظ على شبابنا والبقاء في صحة جيدة، فيجب تفادي التعرض للإشعاعات ما فوق البنفسجية وغيرها ما تحت الأحمر وأشعة الشمس عامة والإشعاعات الأخرى، التلفزيون، الحاسوب، المحمول، أشعة الراديو.. الخ والتعرض للدخان والتدخين، مع تحسين التغذية وجعلها متوازنة بالقدر الكافي وتناول الخضر والفواكه التي تبقى أغنى وأغلى شيء بالنسبة لجسم الإنسان، دون أن ننسى الاستفادة من العطلة السنوية بتغيير الوسط المألوف لتجديد قواه وطاقته.