الكوميديا البيضاء ..والوجوه الكثيرة للعدالة
القاعدة تقول ما بنى على باطل فهو باطل ..هذه القاعدة تنطبق تماما على ما حدث فى مباراة الاهلى وانبى ومن يتابع جيدا سير المباراة ويحكم عليها بشكل موضوعى سيجد ان الهدف الاول الذى احرزه الفريق البترولى جاء من ركلة حرة مشكوك فى صحتها قبل ان تنفذ ويحرز منها هدف التقدم ومع ذلك لم يتطرق احد الى هذا الخطأ الذى كان من الممكن ان يهدر على الاهلى نقاط المباراة وتحدثوا فقط عن اخطاء الحكم ضد المنافس وكأن العدالة لديهم فعلا لها وجوه كثيرة .
ومن جهة اخرى فقد أصبح استقدام حكام اجانب لمباريات الدورى المصرى موضه جديده واخر تقاليع السادة الفاشلين الذين لم يجدوا اسهل من شماعة التحكيم ليعلقوا عليها عباءة الفشل التى تلازمهم وكأن الحكم الاجنبى من نوعية اخرى من البشر او من المعصومين من الوقوع فى الخطأ..وهنا تبرز اول مظاهر الكوميديا البيضاء فى مسألة الحكام الاجانب حول من يتحمل تكاليف هذه الفكرة الجهنميه هل يتحملها اتحاد الكرة الذى يعجز عن دفع بدلات الحكام منذ الموسم الماضى ام نادى الزمالك نفسه الذى مازال يشكو موظفيه من تأخر حصولهم على رواتبهم الشهرية ؟!
ما حدث ان تربع الاهلى على عرش الصدارة يزعج الاخرين خاصة الفئة التى لا تهتم بعملها قدر اهتمامها بمراقبة البطل ورصد كل صغيرة وكبيرة تخصه فى محاولات غير مجدية لضرب استقراره وخير دليل على ذلك أن البيان الذى قدمه الزمالك يطالب فيه باستقدام حكام اجانب لمبارياته ومباريات الاهلى يدعو للضحك خاصة انه لم يكن طرفا فى المباراة اما اعتبارات منافسته على لقب الدورى فما هى الا البالونة المنتفخة التى يبيعها المسئولين فى هذا النادى لجماهيرهم خوفا من انقلابها مع العلم ان من اوصلهم للمركز الذى احتلوه نفس الحكام الذين تهجموا عليهم بالامس القريب بعدما كانوا فى قمة الحيادية فى كل مباراة يفوز بها الزمالك.
وهناك سؤال يطرح نفسه بعيدا عن اخطاء حكم المباراة وهو ماذا كان سيحدث لو نجح انبى فى الدقائق الاخيرة فى خطف التعادل ؟ هل كنا سنرى كل هذا الكم من الهجوم على الحكام ام انها الحرب النفسيه التى يهدف اصحابها الى تشتييت الانتباه عن جوهر الامور باثارة مشاكل جانبية حتى ينشغل بها الجمهور عن القضية الام والحقيقه البينه .
لا يمكن لى ان انكر ان سمير عثمان اخطأ فى بعض القرارات ولكن قراراته تساوت سواء للاهلى او لانبى بغض النظر عن النتيجة ولكن هل اصبح حكام مباريات الزمالك مع الجونه ومع الاسماعيلى ومع المقاولون ملائكة لمجرد ان النتائج جاءت وفقا لهواهم ثم اصبحوا شياطين عندما جاءت النتائج لصالح الفريق الاحمر؟ ما يحدث على الساحة يحتاج الى وقفه من جانب اتحاد الكرة الذى يجب ان يتدخل ليحمى احد افراد منظومته ولا يسمح اطلاقا بهذه المهازل التى تقلل من شأن التحكيم المصرى فى الخارج بعدما كان حكامنا الاكثر ظهورا فى ادارة لقاءات الدربى فى الوطن العربى .
واذا كان " كابتن هيما" يرى ان الارهاب الفكرى احد مقومات المدرب الناجح فمن المؤكد انه سوف يتأكد من خطأ هذا المعتقد لان الجمهور على درجة كبيرة من الوعى واتحاد الكرة لن يقف مكتوف الايدى امام هذه التجاوزات والمهازل التى اذا استمرت فسيكون " عليه العوض " فى الرياضه واخلاقها بشكل عام.