حال العرب قبل البعثه

حياة البشرية قبيل ميلاد محمد ـ  ـ وقبل بعثتة فى شبة الجزيرة العربية وما حولها ، نجد أن شبه الجزيرة العربية يحيط بها إمبراطوريتان عظيمتان هما إمبراطورية الفرس فى الشرق ومسيطرة على العراق والعرب الذين يعيشون داخل شية الجزيرة العربية فكانوا لا حول لهم ولا قوة ، لذلك جعل إمبراطور الفرس لعاملة على اليمن العمل على استمرار ولائهم للإمبراطورية الفارسيه .
أما إمبراطورية الروم فكانت تسيطر على شمال شبة الجزيرة العربية فى بلاد الشام وامتدت سيطرتها حتى شملت مصر وشمال إفريقيا .
هجرة العرب إلى الشام والعراق :
استهوت العرب حياة الحضر فنزحوا إلى الشام والعراق ولكن حياة البادية جذبتهم ، فأقاموا على حدود الحضر فى كل من الدولتين . الرومانية . والفارسية .
طاب لهم أن يكونوا على مقربة من الحضر ينالون رزقهم دون مشقة أو عناء وظهرت قوة القبائل العربية وأهميتها فى منتصف القرن الثالث الميلادى .
تكوين ممالك عربية :
انتشرت القبائل المهاجرة فى بلاد الشام وعلى سواحل البحر الأبيض وأصبح لها قواتها وسلطانها فى المناطق التى حلّوا بها وبذلك كونوا لهم ممالك عربية تعتبر امتدادا لعرب شبة الجزيرة العربية الذين لم يقطعوا الصلة بهم .
وكان الغسانيون أقوى هذه القبائل عنصرا وأكثرهم على الحياه صبرا وجلدا وقوة فكونوا مملكة بنى غسان على حدود الشام .
لم يغير الحضر شيئا من طباعهم العربية ولا شجاعتهم فى إغاثة المظلوم وعون الملهوف والكرم .
وفى العراق انتشرت القبائل العربية على شواطىء الفرات وأصبحت لها قوة لايستهان بها وعندما شعرت القبائل بذلك أقامت مملكة اللخميون . مملكة الحيرة .
تمسكت هذة القبيلة بأصالتها العربية وقيمها وذوقياتها وشجاعتها .
كانت كل مملكة من هذه الممالك تتمتع بالحكم الذاتى الذى يساير طبيعتها وحياتها مقابل مشاركة هذه القبائل فى حروب تلك الدول التى تقع تحت إمرتها .
ويمكننا القول أن بلاد العرب امتدت من خليج فارس وخليج عدن جنوبا، إلى الموصل وأرمينية شمالا .
بحكم الواقع المفروض على العرب فى بادية الشام وبادية العراق مشاركة هذه القبائل الأمة التى يقيمون على حدودها فى مصيرها ويشاطرونها آمالها وآلامها.
فانحاز المقيمون على حدود الشام إلى الروم . وانحاز المقيمون على حدود العراق إلى فارس مع احتفاظهم باستقلالهم الذاتى . ومعيشتهم البدوية
كانت الأمور السياسيه للعرب تتغير تبعا للغالب المنتصر من الإمبراطوريتين على الأخرى ، إذ كان فرض السلطان فى العراق أوالشام متداولا بين الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية . فكانت فارس تنتزع الشام من الروم وتضمه إلى العراق التابع لها ، فتكون القبائل العربية فى الشام تحت حكم الفرس فيسيرون على نظامهم وسياستهم ، وعندما ينتزع الروم العراق من فارس يضمونه إلى الشام التابع لهم فتكون القبائل العربيه تحت حكم الروم فيسيرون على نظامهم وسياستهم ، وكان العرب الذين نزحوا إلى باديه الشام ينضمون فى كثير من الأحيان إلى جيش الفرس أو جيش الروم . متأثرين بما فى طبيعتهم من ميل إلى الغزو السلب والنهب