ورقات على طاولة السلام

ـ 1 ـ
وإذا المدينة
غيرت أسماءها
وتَحرَّرَتْ
من عُقْدِها وحُليِّهَا
ولِمَنْ أتوْهَا بالسلامِ
ـ مدججينَ ـ
تقدمتْ
وأمام دباباتهم
نام الحمامُ
وحوله إكليلُ غارْ

فافتح سماءَكَ
وانتظر طيرانهم
اليوم أقداحُ السلامِ تقارعتْ
وغداً
... حصارْ

ـ 2 ـ
وإذا المدينة أسبلت أجفانَها
وغفتْ قليلاً تحتَ ظلِّ الموتِ
تحلمُ بالسلامْ
فانْفُرْ خَفيفاً أو ثقيلاً .. رُبَّمَا
يأتيكَ من أحلامِهَا
سربُ القنابلِ
يرتدي ريشَ الحمامْ
ـ 3 ـ
طفلٌ يغني للحياةِ مرددا
" طيري
يا طيارة طيري
يا ورق وخيطان "
وحين طافت مروحيةٌ
من فوقهِ
سكتَ الفتى
وتفرقتْ أشلاؤه
فوقَ الحطامْ
ـ 4 ـ
وإذا القبيلةُ ناوشتك سهامُها
فافرحْ لأنك من بقايا مجدها
وارفق بها
إن غررت بك
واستحلت ما لديك لنفسها
واترك لها
وامنن ، ولا تبخل بنفسك
واغتنم
جناتَ خلدٍ عند ربك
واستقم
ان مال منها خطوها
واغمد حسامك
حين تُشهر سيفها
واكظم أنينك فيك
لا تدعو العدا كي ينصروك
أو يرفعوك لعرشها
إن العدا لو نصبوك
ينصِّبوكَ
أمامَ بابٍ موصدٍ
في قبرها
ـ 5 ـ
بيتي هناك
وكل أحلامي هناك
ومجد ذاكرتي هناك
وقبر جدي
من وراء البيت يبدو لى هناك
وانا وأطفالي هنا
نبكي المرارة مرتين لبيتنا
ولحلمنا
نبكي قبيل الأكل مرات
ومن قبل الدواء
وإذا ذكرنا في المساء مواقداً
جمعت شتات الأهل من برد الشتاءْ
نبكي المواقدً الشتاءْ
ولجدنا
نبكي بقية يومنا
فمتى
سيبسم ثغر أطفالي هنا
ـ 6 ـ
كل المدائن
لا تغني للذين تشردوا
لكنما
كل الذين تنعموا
غنوا لطاولة السلام
فمتى لأجلِ صغارنا
يبكي وينتحبُ الحمام !!